وسط تزايد خطاب الكراهية.. مخاوف من أعمال عنف ضد المهاجرين في بريطانيا

وسط تزايد خطاب الكراهية.. مخاوف من أعمال عنف ضد المهاجرين في بريطانيا
عناصر من الشرطة البريطانية - أرشيف

بعد عام من أعمال عنف عنصرية هزّت مناطق متعددة في المملكة المتحدة، تتزايد المخاوف من تجدّد الاضطرابات خلال صيف 2025، وسط انقسامات اجتماعية حادّة يغذيها صعود اليمين المتطرف. 

ويقف المهاجرون، وطالبو اللجوء تحديداً، في مرمى نيران خطابات الكراهية، بينما تُتهم السلطات بالتراخي في التصدي لتصاعد هذا التهديد. في الوقت نفسه، يعاني الكثير من المهاجرين من تبعات نفسية واجتماعية بسبب وصمهم الجماعي وتعرضهم للاعتداءات، ما يدفع أصواتا عديدة إلى التحذير من كارثة إنسانية وحقوقية وشيكة إن استمر تجاهل جذور الأزمة، بحسب ما ذكر موقع “مهاجر نيوز”، اليوم الأربعاء.

في مدينة إيبينغ بمقاطعة إسكيس، اعتقلت الشرطة 16 شخصًا بعد احتجاجات عنيفة خارج فندق يؤوي طالبي لجوء، أدت إلى إصابة ثمانية ضباط. هذه الأحداث أعادت إلى الأذهان موجة شغب الصيف الماضي، والتي استهدفت العديد من مراكز إيواء المهاجرين. 

وفي حين أرجعت بعض الجهات التوترات إلى حادثة تحرش مزعومة من قبل أحد طالبي اللجوء، حذر ناشطون وسكان محليون من أن العنف يُغذّى خارجياً، عبر جماعات متطرفة تسعى لإشعال الشارع بدعوات عدائية.

بين التطمين والتحذير

رئيسة اتحاد الشرطة وصفت الأحداث الأخيرة بأنها "إشارة تحذيرية" على ضعف قدرة الأجهزة الأمنية على التصدي لتفجّر الأوضاع. 

ومن جهته، سعى وزير الدولة لشؤون اللجوء لتخفيف حدة القلق، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل على تقليص الاعتماد على الفنادق كمراكز إيواء، إلا أن خبراء ومراقبين حذروا من أن إجراءات الحكومة لا تلامس جوهر الأزمة، والمتمثل في استغلال اليمين المتطرف لحالة الإحباط الاقتصادي لتأليب الشارع ضد الأجانب.

وتشير تقارير طبية إلى أن موجة العنف الأخيرة تسببت في أضرار نفسية "مدمرة" لطالبي اللجوء، خاصة النساء والفتيات المسلمات. وتفيد منظمات حقوقية بأن المهاجرين أصبحوا يخشون مغادرة مساكنهم، بينما تتزايد مشاعر القلق والتوتر بينهم بشكل مستمر.

وكشفت بيانات للشرطة أن 41% من المعتقلين خلال اضطرابات العام الماضي متهمون مسبقًا بجرائم عنف أسري، ما يشير إلى أن دوافع العنف ليست فقط سياسية، بل تتداخل مع مشكلات اجتماعية عميقة.

تحريض وخطابات كراهية

الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون، الذي كان سببًا في تأجيج اضطرابات سابقة، أعلن نيته زيارة إيبينغ قبل أن يتراجع، فيما تستمر صفحات إلكترونية يمينية بنشر دعايات مغلوطة تؤجج المشاعر العنصرية.

لكن في المقابل، ينظم ناشطون مناهضون للعنصرية احتجاجات مضادة، بدعم من شخصيات سياسية مثل جيريمي كوربين، مؤكدين أن "اللاجئين بشر لا يجب وصمهم أو تحميلهم تبعات الأزمات الاقتصادية".

نبيل، شاب يمني طالب لجوء في بريطانيا، كتب رسالة مؤثرة للمجتمع البريطاني قال فيها: "ما أجبرني على المغادرة هو الاضطهاد، لا الفقر. هذه الرسالة ليست نداءً للتعاطف، بل دعوة للتفهم والإنصاف، نحن هنا لإعادة بناء حياتنا، لا لتهديد الآخرين".

ضغط سياسي متصاعد

مع وصول ما يقرب من 24 ألف مهاجر عبر بحر المانش منذ بداية 2025، تواجه حكومة كير ستارمر ضغوطًا متزايدة، لا سيما في ظل صعود حزب "الإصلاح البريطاني" الذي يتبنى أجندة مناهضة للهجرة.

ويحذر محللون من أن فشل الحكومة في مواجهة خطاب الكراهية وإيجاد حلول مستدامة لأزمة اللجوء سيزيد من هشاشة المجتمع، ويهدد بتصاعد جديد في أعمال الشغب والعنف هذا الصيف.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية